أفضل علاج للكحة الجافة والمصحوبة ببلغم في الصيدلية (للأطفال والكبار)

علاج الكحة: أفضل دواء للكحة الجافة والبلغم للكبار والأطفال
الكحة (السعال) هي رد فعل طبيعي يقوم به الجسم عند تهيّج الحلق أو مجرى التنفس، وهدفها المساعدة في طرد المواد المهيجة أو الإفرازات خارج الجهاز التنفسي.
ورغم أن الكحة مفيدة في كثير من الحالات لحماية الرئتين، إلا أنها قد تصبح مزعجة عندما تطول مدتها أو تؤثر على النوم ونوعية الحياة.
في هذا المقال سنقدم دليلًا طبيًا شاملاً حول علاج الكحة بأفضل الطرق الدوائية والمنزلية للكبار والأطفال، وسنستعرض الفرق بين أنواع الكحة (الجافة والمنتجة للبلغم)، والأسباب الشائعة للكحة عند البالغين والأطفال، وكذلك أفضل الأدوية لعلاج الكحة الجافة والكحة مع البلغم لدى الكبار، والأدوية المناسبة للأطفال حسب العمر مع التحذيرات اللازمة. كما سنبين متى يجب زيارة الطبيب بسبب الكحة، ونجيب عن أكثر الأسئلة الشائعة المتعلقة بعلاج الكحة.
الفرق بين الكحة الجافة والكحة مع البلغم (الكحة الناشفة والمنتجة للبلغم)
من المهم أولًا تمييز نوع الكحة لتحديد العلاج الأنسب. بشكل عام، هناك نوعان رئيسيان من السعال:
الكحة الجافة (الكحة الناشفة): وهي السعال غير المصحوب ببلغم أو مخاط. لا ينتج عنه إفرازات من الرئة. يشعر المصاب عادة برغبة بالكحة نتيجة تهيج في الحلق أو الشعب الهوائية دون أن يخرج شيئًا. هذا النوع قد يكون مؤلمًا ومزعجًا خصوصًا إذا استمر، وغالبًا ما يحدث بسبب التهاب فيروسي بسيط بعد الزكام أو بسبب مهيجات كالدخان والأتربة أو الحساسية. أحيانًا الكحة الجافة المطولة قد تنتج عن ارتجاع حمضي من المعدة أو بعض الأدوية (مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين الخاصة بضغط الدم). الكحة الجافة قد تستمر لأسابيع حتى بعد زوال نزلة البرد لأن تهيّج مجرى التنفس يأخذ وقتًا للشفاء، مما يدخل المريض في حلقة مفرغة من الكحة والتهيج.
الكحة الرطبة مع البلغم: وتُعرف أيضًا بالسعال المنتج للبلغم. وهي التي يصاحبها خروج مخاط أو بلغم من الصدر أو الحلق. هذا النوع يساعد على تنظيف مجرى التنفس والرئتين من الإفرازات. غالبًا ما ترتبط الكحة ببلغم مع الالتهابات الرئوية أو التهاب القصبات الهوائية (النزلات الشعبية) أو حتى نزلات البرد القوية التي ينتج عنها إفراز مخاطي. في هذه الحالة يكون السعال مفيدًا لأنه يخلص الرئتين من المخاط المتراكم. ولذلك، لا يُنصح بكتم أو تثبيط هذا النوع من السعال بشكل كامل، إلا إذا كانت الكحة شديدة تمنع النوم، وعندها يمكن استخدام مهدئ للسعال أثناء الليل فقط. عمومًا، الأفضل مساعدة الجسم على طرد البلغم عبر استخدام علاجات تساعد على تخفيف لزوجته وتسهيل خروجه (ما يُعرف بالأدوية الطاردة للبلغم) بدلًا من إيقاف السعال تمامًا.
باختصار، الكحة الناشفة لا تخرج بلغما وقد تحتاج لمهدئات للسعال لتخفيف حدتها، في حين أن الكحة مع البلغم تنتج مخاطًا من الرئة ويُفضّل تشجيع التخلص منه بدلًا من كتمه. وفيما يلي سنناقش الأسباب الشائعة لكل منهما وكيفية علاج كل نوع بأفضل شكل.
الأسباب الشائعة للكحة لدى الكبار والأطفال
يمكن أن تنجم الكحة عن طيف واسع من الأسباب تتراوح بين الأسباب الحادة (المؤقتة) والأسباب المزمنة. فيما يلي تفصيل لأبرز الأسباب لدى البالغين والأطفال:
أسباب الكحة عند الكبار (البالغين)
التهابات الجهاز التنفسي الحادة (الفيروسية أو البكتيرية): تعتبر أكثر أسباب الكحة الحادة شيوعًا لدى البالغين. نزلات البرد والإنفلونزا من أبرز المسببات لسعال حاد يستمر لأيام أو أسابيع قليلة. أيضًا قد تسبب التهاب القصبات الهوائية الحاد (النزلة الشعبية) والتهاب الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي كحة مصحوبة أحيانًا ببلغم. حتى بعد زوال العدوى قد تستمر الكحة لفترة وجيزة فيما يسمى بالسعال التالي للعدوى (فترة النقاهة).
الحساسية والربو: تؤدي الحساسية الموسمية أو حساسية الغبار وحمى القش إلى تهيج الطرق التنفسية والسعال الجاف أحيانًا. كما أن الربو أحد أهم الأسباب للكحة المزمنة أو المتكررة لدى الكبار (وفي الأطفال أيضًا)، وقد يظهر الربو أحيانًا بشكل كحة مزمنة ليلية فقط. يحدث السعال الربوي نتيجة تضيق والتهاب الشعب الهوائية ويتميز بصفير وأزيز في الصدر.
التدخين ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD): يسبب التدخين تهيجًا مزمنًا للمجاري التنفسية، لذا يعاني المدخنون كثيرًا مما يُعرف بـ“سعال المدخن” المزمن. كما يُعد التدخين السبب الرئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن (يشمل التهاب القصبات المزمن وانتفاخ الرئة) والذي يسبب كحة مزمنة مصحوبة ببلغم خصوصًا في الصباح. أي مدخن يعاني من كحة مزمنة يجب أن يفكر في الإقلاع عن التدخين وأن يستشير الطبيب لاستبعاد الأمراض الخطيرة مثل سرطان الرئة.
الارتجاع المعدي المريئي (GERD): ارتداد الحمض من المعدة إلى الحلق يمكن أن يسبب كحة جافة مزمنة، خاصةً أثناء الليل أو عند الاستلقاء. الحمض المهيّج قد يستفز منعكس السعال كنوع من حماية المجاري الهوائية. كثير من حالات الكحة المزمنة غير المفسّرة يتحسن مع علاج الارتجاع الحمضي.
أدوية معينة: بعض الأدوية قد يكون لها عرض جانبي هو السعال. أشهرها مجموعة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب، مثل دواء إنالابريل. هذه الأدوية قد تسبب كحة جافة مزعجة لدى نحو 20% من المستخدمين، وتزول الكحة عند إيقاف الدواء أو استبداله.
أسباب أخرى مزمنة: تشمل التهاب الجيوب الأنفية المزمن والتنقيط الأنفي الخلفي (إفراز المخاط من الأنف إلى الحلق) والذي يسبب كحة لتحريك البلغم. كذلك فشل القلب الاحتقاني يمكن أن يسبب احتقانًا في الرئتين وكحة مزمنة خاصة عند الاستلقاء. مرض السل الرئوي وسرطان الرئة من الأسباب الأقل شيوعًا لكن ينبغي عدم إغفالها في الكحة المزمنة غير المفسرة خصوصًا إذا ترافق السعال مع خروج دم أو خسارة وزن غير مبررة لدى شخص لديه عوامل خطورة.
أسباب الكحة عند الأطفال
العدوى الفيروسية (نزلات البرد والإنفلونزا): تعد نزلات البرد الفيروسية السبب الأكثر شيوعًا لكحة الأطفال. الجهاز التنفسي للطفل يتعرض لعديد من الفيروسات خاصة عند الاختلاط في المدارس أو الحضانات، مما يؤدي لسعال قد يستمر لأيام أو أسابيع قليلة. غالبًا تكون الكحة الفيروسية خفيفة إلى متوسطة الشدة وتتحسن تلقائيًا. أما الإنفلونزا فتسبب أعراضًا أشد ويمكن أن يصاحبها كحة جافة أو مع بلغم مع ارتفاع في الحرارة.
الخانوق (Croup): وهو التهاب فيروسيمميز عند الأطفال الصغار (عادةً دون سن 5 سنوات) يسبب كحة حادة بصوت أجشّ يشبه النباح خاصة في الليل. الخانوق ناتج عن التهاب الحنجرة والقصبة الهوائية، وقد يصاحبه بحة في الصوت وصعوبة في التنفس لدى الطفل. يحتاج لعناية لترطيب الهواء وتهدئة الطفل، وفي الحالات الشديدة يصف الطبيب علاجات لتخفيف تورم المجرى التنفسي.
التهاب القصيبات الهوائية (Bronchiolitis): يصيب الرضع عادةً، وغالبًا سببه فيروس RSV (الفيروس المخلوي التنفسي). يسبب التهابًا وضيقًا في الشعب الهوائية الصغيرة للرضيع، مما يؤدي لكحة مع بلغم وصعوبة في التنفس عند بعض الحالات. يحتاج الرضيع لعناية ودعم تنفسي في الحالات الشديدة.
السعال الديكي (الشاهوق): وهو عدوى بكتيرية تتميز بنوبات سعال شديدة متتابعة يتبعها شهقة عالية الصوت (whoop). كان شائعًا قبل توفر اللقاح، والآن يُرى في الرضع غير الملقحين أو الكبار الذين قلت لديهم المناعة. يتميز السعال الديكي بسلسلة من الكحات السريعة دون أخذ نفس كاف، وقد يسبب تقيؤًا أو احمرار وجه الطفل من شدته. هذا المرض يستدعي علاجًا بالمضادات الحيوية مبكرًا وكذلك الدعم التنفسي للرضع.
الربو وحساسية الصدر: كما ذكرنا، الربو شائع كسبب للكحة المزمنة عند الأطفال أيضًا. قد يظهر الربو عند الطفل بشكل سعال متكرر خصوصًا أثناء اللعب أو الضحك أو في الليل. الحساسية الأنفية أيضًا قد تسبب تنقيطًا أنفيًا خلفيًا يؤدي لكحة مزمنة خفيفة. ينبغي الانتباه لعلامات الربو (كالصفير وضيق التنفس) للحصول على العلاج المناسب (مثل بخاخات موسعة الشعب الهوائية والكورتيزون الاستنشاقي).
استنشاق جسم غريب أو دخان مهيج: قد يسعل الطفل بشكل حاد إذا استنشق بالخطأ جسمًا غريبًا (قطعة طعام أو لعبة صغيرة تسد مجرى التنفس). هذه حالة طارئة تستدعي التدخل لإزالة الجسم. أيضًا التدخين السلبي (استنشاق دخان سجائر الأهل) أو الهواء الملوث يسبب كحة مزمنة ومشكلات تنفسية للأطفال؛ لذا يجب حماية الأطفال من هذه المهيجات البيئية.
الكحة عادةً (Habit Cough): أحيانًا بعد زوال التهاب ما، يستمر الطفل بالكحة كعادة مكتسبة أو بسبب زيادة تحسس في المجاري التنفسية بعد المرض. هذه الحالة نفسية/سلوكية أكثر منها عضوية، وتتحسن تدريجيًا بالاطمئنان وإعادة تدريب الطفل على عدم الكحة عند عدم وجود داعٍ طبي.
ملحوظة: بشكل عام، الكحة الحادة (أقل من 3 أسابيع) عند الأطفال والرضع غالبًا سببها عدوى فيروسية بسيطة. أما الكحة المزمنة (أكثر من 4 أسابيع عند الأطفال) فتستدعي تقييم الطبيب لاستبعاد الربو أو التهاب الأنف التحسسي المزمن أو ارتجاع المريء أو غيرها. في القسم التالي سنناقش أفضل السبل لعلاج الكحة لدى الكبار، حسب نوعها إن كانت جافة أم مصحوبة بالبلغم، ثم نتطرق لعلاج الكحة عند الأطفال حسب الفئات العمرية.
أفضل علاج للكحة الجافة (الناشفة) من الصيدلية للكبار
يعتمد علاج الكحة الجافة لدى البالغين على تخفيف حدة السعال وتهدئة تهيج الحلق والشعب الهوائية، نظرًا لعدم وجود بلغم يحتاج للطرد. فيما يلي أبرز الأدوية والطرق المستخدمة لعلاج الكحة الناشفة للكبار:
مثبطات السعال (مهدئات الكحة): وهي أدوية تعمل على تقليل رد فعل السعال نفسه عن طريق التأثير مركزيًا في الدماغ أو موضعيًا في تهدئة التهيج. من أشهر المواد الفعالة في أدوية السعال الجاف:
مادة دكستروميثورفان Dextromethorphan: تعتبر من أكثر مثبطات السعال شيوعًا في أدوية الكحة المتوفرة دون وصفة طبية. توجد في العديد من الشرابات الطبية الخاصة بالكحة الجافة (غالبًا ما يُشار لها بالحرفين DM على عبوة الدواء). تعمل هذه المادة على منع السعال مؤقتًا مما يوفر راحة للمريض. يُستخدم دكستروميثورفان للكحة الناشفة قصيرة الأمد، خاصة إذا كانت الكحة تسبب الأرق ليلًا. يجب اتباع الجرعات الموصى بها على العبوة وتجنب زيادة الجرعة، كما ينبغي الحذر إذا كان المريض يتناول أدوية أخرى للاكتئاب مثلًا، لأن دكستروميثورفان قد يتفاعل مع بعض الأدوية المضادة للاكتئاب مسببًا أعراضًا جانبية.
كوديين Codeine: هو مركب أفيوني ذو تأثير مخدر خفيف يستخدم أيضًا لتثبيط السعال. يتوفر عادة في بعض شرابات الكحة بتركيزات منخفضة ويحتاج إلى وصفة طبية في كثير من البلدان. يتميز بفعالية أقوى في تهدئة السعال الجاف المؤلم، خاصة السعال الليلي الشديد. ولكن بسبب آثاره الجانبية (مثل النعاس والإمساك) وخطر الإدمان عند سوء الاستخدام، لا يُستخدم الكوديين إلا تحت إشراف طبي وعادة كخيار أخير للحالات المستعصية. كما يُمنع إعطاؤه للأطفال (سنتحدث عن ذلك في قسم الأطفال).
هناك مثبطات أخرى أقل شيوعًا مثل بنزوناتات Benzonatate (كبسولات تؤخذ فمويًا وتخدر مستقبلات السعال في الشعب الهوائية) تتوفر بوصفة طبية لبعض حالات السعال الجاف الشديد.
المعالجات الموضعية والمهدئات الحلقية: بالإضافة للأدوية الفموية، يمكن تهدئة الكحة الجافة عبر مواد تعمل موضعيًا على بطانة الحلق:
أقراص المص (Lozenges) والعلكة الطبية: تحتوي على مواد مهدئة مثل المنثول أو العسل أو العرقسوس أو مواد مخدرة موضعية بجرعات صغيرة. تقوم هذه الأقراص عند مصّها بترطيب الجزء الخلفي من الحلق وتخفيف الشعور بالحكة المسببة للسعال. يفيد استخدامها خصوصًا في حالات الكحة الناشفة المصاحبة لالتهاب الحلق. (يجب الانتباه إلى عدم إعطاء أقراص المص للأطفال الصغار تحت سن 6 سنوات لتفادي خطر الاختناق).
شراب السعال بالعسل والليمون: العسل مُهدئ طبيعي معروف للكحة. يمكن خلط ملعقة عسل في ماء دافئ مع عصرة ليمون وتناولها لتخفيف تهيج الحلق. أظهرت بعض الدراسات أن العسل قد يكون فعالًا مثل أدوية الكحة الشائعة في تخفيف السعال الليلي عند الأطفال، لذا لا بأس أن يجربه الكبار أيضًا. ولكن يُمنع إعطاء العسل للرضع دون عمر السنة بسبب خطر التسمم البوتوليوني.
بخاخات الحلق المخدرة: تحتوي بعض بخاخات الحلق المتوفرة في الصيدليات على مواد مخدرة موضعية (مثل بنزوكاين) لتخفيف ألم التهاب الحلق وتهدئة منعكس السعال. قد تفيد مؤقتًا في تهدئة الكحة الناشفة المرتبطة بالتهاب الحلق الشديد.
مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان: إذا كانت الكحة الجافة ناجمة عن حساسية أو تنقيط أنفي خلفي من الأنف، قد تساعد مضادات الحساسية (الهيستامين) خاصة الجيل الأول المسببة للنعاس مثل ديفينهيدرامين، حيث إنها تجفف الإفرازات الأنفية وقد تهدئ السعال ليلاً بسبب تأثيرها المهدئ. كذلك مزيلات الاحتقان (مثل السودوافدرين) قد تفيد في حالة احتقان الأنف الشديد الذي يسبب تنفسًا فمويًا وكحة جافة. ولكن ينبغي الحذر؛ فتلك الأدوية قد ترفع ضغط الدم وتتسبب في الأرق لدى البعض، لذا تستخدم عند الحاجة ولفترة محدودة وبجرعات صحيحة. مرضى الضغط والقلب يجب أن يتجنبوا مزيلات الاحتقان ما أمكن.
ترطيب الهواء واستنشاق البخار: في حالات الكحة الجافة المزعجة، قد يساعد ترطيب الجو باستخدام جهاز مرطب (مرذاذ) أو أخذ حمام بخار دافئ في تهدئة تهيج المجاري التنفسية. الهواء الرطب يخفف جفاف الحلق ويهدئ السعال. هذه الطريقة آمنة وخصوصًا مفيدة ليلاً لتقليل نوبات الكحة الناشفة.
معالجة المسبب الأساسي: من المهم التنبيه أنه إذا كان هناك سبب محدد يؤدي للكحة الجافة، فمعالجة السبب أساسية للتخلص من السعال. مثلًا: إن كان السبب ارتجاع الحمض فيجب ضبطه بحمية وأدوية مضادة للحموضة؛ وإن كانت الكحة بسبب أدوية ضغط الدم فيمكن للطبيب استبدال الدواء بآخر لا يسبب السعال؛ وإذا كانت بسبب الربو فلا بد من التحكم بالربو عبر البخاخات المناسبة وهكذا.
???? نصيحة: تشير بعض الأبحاث إلى أن أدوية الكحة المتاحة بدون وصفة قد لا تكون أكثر فعالية من عدم تناول أي دواء في كثير من الحالات. فهي تعالج الأعراض فقط وليس السبب. لذا إذا كانت الكحة محتملة وغير شديدة، قد يُنصح أحيانًا بالاكتفاء بالعلاجات المنزلية والراحة وترطيب الحلق بدلًا من الإفراط في الأدوية. بالطبع القرار يعتمد على شدة الأعراض وتفضيل المريض بعد استشارة الصيدلي أو الطبيب.
بعد تهدئة الكحة الجافة بالعلاجات المناسبة، سننتقل إلى النوع الآخر وهو الكحة المنتجة للبلغم وكيفية التعامل معها بأفضل شكل.
أفضل شراب للكحة والبلغم للكبار (علاج الكحة المصحوبة ببلغم)
عند وجود كحة مصحوبة ببلغم لدى البالغين، فإن الهدف العلاجي الأساسي هو مساعدة الجسم على طرد البلغم والمخاط من الرئتين بدلًا من إبقائه.
لذلك تتركز العلاجات على تخفيف كثافة ولزوجة البلغم وجعله أسهل للخروج عند السعال، مع تجنب كتم السعال تمامًا حتى لا يتراكم الإفراز في الشعب الهوائية.
فيما يلي أبرز أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج الكحة الرطبة (chesty cough) لدى الكبار:
الأدوية الطاردة للبلغم (Expectorants): وظيفة هذه الأدوية هي تخفيف لزوجة المخاط المتراكم في الممرات التنفسية مما يسهل خروجه مع السعال. أشهر مادة فعالة في هذا الصنف هي غوايفينيسين Guaifenesin. تتواجد غوايفينيسين في العديد من شرابات الكحة المركبة المخصصة لـالكبار والتي تُصرف بدون وصفة، كما تتوفر على شكل حبوب في بعض البلدان. يقوم الدواء بترقيق الإفرازات بحيث يسهل على المريض سعالها وإخراجها. يُنصح أثناء تناول الأدوية الطاردة للبلغم بالإكثار من شرب الماء والسوائل، فذلك يزيد فعاليتها بشكل ملحوظ. من الجدير بالذكر أن الآثار الجانبية لغوايفينيسين قليلة وآمنة غالبًا، قد تشمل اضطراب خفيف في المعدة لدى بعض الأشخاص.
الأدوية المذيبة للبلغم (Mucolytics): تعمل هذه الأدوية على تفكيك روابط المخاط السميك وتسييله بحيث يصبح أقل لزوجةً وأسهل للطرد. من الأمثلة عليها مادة أسيتيل سيستئين Acetylcysteine التي تتوفر على شكل فوار يُذاب في الماء للشرب أو كمحلول استنشاقي عبر جهاز تبخيرة. أيضًا هناك مواد مثل برومهيكسين Bromhexine ونسخته الفعالة أمبروكسول Ambroxol المتوفرة في بعض شرابات الكحة. هذه الأدوية شائعة الاستخدام في حالات التهاب الشعب الهوائية المزمن أو الحاد المصحوب ببلغم كثيف. فهي تكسر تركيب المخاط في الرئتين مما يساعد على إخراجه بسهولة. قد يشعر المريض بارتياح مع استخدامها خاصة عندما يكون البلغم سميكًا ولزجًا. بالطبع ينبغي استخدامها وفق الجرعات الموصوفة وتعليمات الطبيب، فمثلاً أسيتيل سيستئين لا يُنصح به لبعض مرضى الربو إلا بحذر لأنه قد يسبب تضيقًا مؤقتًا في الشعب الهوائية لدى البعض.
المقشعات الطبيعية: هناك مستحضرات مشتقة من الأعشاب تستخدم لطرد البلغم أيضًا، مثل مستخلص اللبلاب الجاف الموجود في بعض الشرابات العشبية للكحة. هذه المستحضرات قد تساعد على توسيع الشعب الهوائية قليلًا وتسهيل إخراج المخاط، ومناسبة لبعض الأشخاص الذين يفضلون العلاجات الطبيعية. لكن فعاليتها قد لا تكون مدعومة بأدلة قوية كفاية مقارنة بالأدوية التقليدية.
موسعات الشعب الهوائية: إذا كان السعال المنتج للبلغم مترافقًا مع صفير أو ضيق في التنفس (كما في حالة الالتهاب الشعبي مع عنصر تشنج قصبي أو في مرضى الربو ومرض الانسداد الرئوي)، فقد يصف الطبيب بخاخات موسعة للشعب الهوائية (مثل السالبوتامول) أو حتى بخاخات كورتيزون استنشاقية لتخفيف التهاب الشعب وتسهيل التنفس. هذه العلاجات تستهدف السبب الكامن وتحسن من فعالية السعال في تنظيف الممرات الهوائية.
تجنّب مثبطات السعال القوية: كما أسلفنا، من غير المحبذ استخدام أدوية مثبطة للسعال في حالة الكحة ببلغم لأن كتم الكحة قد يمنع تنظيف الرئتين. لكن يمكن استثناء استخدام مثبط خفيف لجرعة ليلية إذا كانت الكحة شديدة تمنع النوم، مع الحرص على عدم استعماله خلال النهار كي لا يكبح إخراج البلغم. بعض الأدوية المركبة في الصيدليات قد تجمع بين طارد للبلغم ومثبط سعال خفيف لاستعمال المساء، ولكن يُفضّل الفصل بينهما إن أمكن تبعًا لتوجيهات الطبيب أو الصيدلي.
الإجراءات المنزلية الداعمة: بالإضافة للأدوية، العلاج الداعم مهم جدًا في حالة الكحة الرطبة:
شرب الكثير من السوائل الدافئة (كالشوربات والأعشاب) يساعد على إبقاء المخاط سائلاً.
استخدام جهاز ترطيب الهواء في غرفة المريض أو استنشاق بخار ماء دافئ يعمل على ترطيب الممرات التنفسية وتسهيل خروج البلغم.
النقر الخفيف على الظهر (Chest percussion) تقنية يستخدمها بعض المعالجين لمساعدة مرضى الأمراض الصدرية المزمنة على تحريك البلغم.
تجنب الأجواء الملوثة بالدخان أو الغبار لأن استنشاق المهيجات سيزيد إنتاج البلغم والكحة.
يمكن استعمال مرهم المنثول والكافور (مثل فيكس Vicks) دهانًا على الصدر والرقبة قبل النوم. تطلق هذه المراهم أبخرة ذات رائحة نفاذة (منثول/كافور) يعتقد أنها تخفف احتقان الأنف والصدر وتريح المريض أثناء النوم. يجب استخدامها حسب التعليمات وعدم دهنها تحت فتحات الأنف مباشرة، كما لا تستخدم للأطفال الرضع أقل من سنتين لتجنب الحساسية.
وفيما يلي جدول يقارن بين أهم فئات أدوية الكحة للكبار واستخدامات كل منها بإيجاز:
نوع الدواء | الاستخدام والحالة المناسبة | أمثلة على المواد الفعالة | ملاحظات وتحذيرات |
---|---|---|---|
مثبطات السعال (مهدئات الكحة) | للكحة الجافة المزعجة التي تؤثر على النوم أو الحياة اليومية. تقلل من انعكاس السعال. | دكستروميثورفان كوديين | لا تستخدم للكحة مع البلغم لأنها تمنع خروج المخاط. الكوديين يسبب النعاس والإمساك ويُمنع للأطفال. |
طاردات البلغم (مقشعات) | للكحة الرطبة مع وجود بلغم لزج يصعب إخراجه. تساعد على ترقيق المخاط لتسهيل طرده. | غوايفينيسين | يُنصح بشرب ماء كافٍ مع الدواء. آمنة بشكل عام وآثارها الجانبية طفيفة (غثيان نادر مثلًا). |
مذيبات البلغم (مخفضات لزوجة المخاط) | لحالات البلغم الكثيف أو أمراض الرئة المزمنة مع إفراز مخاطي غزير. تكسر روابط البلغم السميك. | أسيتيل سيستئين (فوار أو استنشاق) أمبروكسول/برومهيكسين (شراب) | تفيد في التهاب الشعب المزمن والتهاب الجيوب المزمن. تستخدم بحذر لمرضى الربو وقد تسبب طعمًا ورائحة كبريتية خفيفة. |
مضادات الهيستامين (مضادة للتحسس) | لحالات السعال المرتبط بالحساسية أو التنقيط الأنفي الخلفي. تقلل إفرازات الأنف وتخفف التهيج. | ديفينهيدرامين كلورفينرامين | الجيل الأول يسبب النعاس مما قد يساعد ليلًا. تجنب استخدامها نهارًا إذا كانت تسبب النعاس أو لدى كبار السن (خطر الدوار). |
مزيلات الاحتقان | للكحة الناتجة عن احتقان الأنف الشديد والتنفس الفموي (مثل حالات الزكام). تخفف الانسداد الأنفي. | سودوافدرين أوكسيميتازولين (بخاخ أنفي) | تفيد في تقليل التنقيط الخلفي مؤقتًا. لا تستخدم أكثر من بضعة أيام (خاصة البخاخ الأنفي) لتجنب الارتداد. يجب أن يتجنبها مرضى القلب والضغط إلا باستشارة الطبيب. |
علاجات موضعية وبخارية | للكحة الخفيفة واحتقان الصدر/الأنف. تعمل عبر تأثير موضعي أو أبخرة مهدئة. | مرهم المنثول أقراص المنثول | تساعد على تهدئة الأعراض مؤقتًا. لا تترك في متناول الأطفال (المرهم قد يسبب تسممًا إذا ابتُلع). |
> جدول: مقارنة بين أبرز فئات أدوية علاج الكحة عند الكبار واستخدامات كل منها.
بالطبع اختيار الدواء المناسب يعتمد على نوع الكحة وسببها الصحي. فمثلاً أفضل دواء للكحة في حالة السعال الجاف التحسسي قد يكون مضادًا للتحسس مع مهدئ خفيف للسعال، بينما أفضل شراب للكحة والبلغم للكبار في حالة التهاب القصبات هو ذلك الذي يحتوي على طارد للبلغم وربما مذيب للمخاط. من المهم قراءة النشرة الدوائية لكل منتج واستشارة الطبيب أو الصيدلي عند الشك، خاصة إذا كان المريض يتناول أدوية أخرى أو يعاني من أمراض مزمنة.
بعد أن استعرضنا علاج الكحة للكبار بنوعيها، ننتقل الآن إلى علاج الكحة عند الأطفال والرضع، والذي يتطلب حرصًا أكبر نظرًا لاختلاف التوصيات حسب العمر ولحساسية الأطفال للأدوية.
أدوية علاج الكحة المناسبة للأطفال حسب العمر (الفروقات والتحذيرات)
يحتاج علاج الكحة عند الأطفال إلى عناية خاصة، لأن فعالية وأمان أدوية الكحة تختلف بشكل كبير باختلاف عمر الطفل. بشكل عام، لا يوصى باستخدام أدوية الكحة والبرد التقليدية للأطفال الصغار كما تُستخدم للكبار، وذلك بسبب محدودية فائدتها وارتفاع احتمال آثارها الجانبية في الصغار. فيما يلي تفصيل التوصيات حسب الفئة العمرية:
الرضع أقل من 1 سنة: لا ينصح إطلاقًا بإعطاء أي أدوية للكحة أو البرد للرضع في الشهور الأولى من العمر دون استشارة الطبيب. الأجهزة التنفسية والمناعية للرضيع تكون حساسة، ومعظم حالات الكحة بهذا العمر ترتبط بعدوى فيروسية بسيطة تحتاج للرعاية والدعم أكثر من الدواء. يمكن مساعدة الرضيع عبر تنظيف أنفه بالمحلول الملحي وشفاط الأنف لتخفيف الاحتقان الذي قد يسبب الكحة، وكذلك استخدام جهاز ترطيب الجو أو جلوس الطفل في حمام مشبع بالبخار لدقائق لتخفيف حدة الكحة. إذا ارتفعت حرارة الرضيع أو ظهرت صعوبة في التنفس، يجب مراجعة الطبيب فورًا. تحذير مهم: يمنع إعطاء العسل للرضع دون عمر السنة بسبب خطر التسمم (البوتيوليزم)، وهو نوع نادر من التسمم الغذائي قد يسببه العسل في هذا العمر.
الأطفال من 1 إلى 4 سنوات: في هذا العمر أيضًا تجنب إعطاء أدوية الكحة بدون وصفة قدر الإمكان. تؤكد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وهيئات صحية عديدة أنه لا يوجد دليل كاف على فعالية شرابات الكحة في تخفيف أعراض الرشح عند الأطفال الصغار، بل قد تسبب لهم أضرارًا. لذا، يفضل التركيز على العلاجات المنزلية الآمنة: إعطاء الطفل سوائل دافئة بكثرة (مثل الحساء أو شراب العسل إذا كان فوق سنة) للمساعدة على ترطيب الحلق وتفكيك البلغم، واستخدام العسل كمهدئ طبيعي للسعال (ملعقة صغيرة من عسل الحنطة السوداء قبل النوم مثلًا) بشرط أن يكون عمر الطفل فوق السنة. يجب الحفاظ على راحة الطفل وتوفير جو هادئ وخالٍ من التدخين حوله. وإذا كان أنفه محتقنًا يمكن استخدام قطرات الأنف الملحية بانتظام. تنبيه: تُمنع تمامًا أدوية الكحة والبرد التجارية عن الأطفال أقل من 4 سنوات دون إشراف طبي، فقد تسبب لهم تأثيرات خطيرة حتى لو كانت آمنة للكبار.
الأطفال من 4 إلى 6 سنوات: تبدأ بعض الشركات بتوفير شرابات كحة "أطفال" عليها جرعات مخصصة لعمر 4-5 سنوات، لكن رغم ذلك لا يوصى طبيًا باستخدامها في هذا العمر إلا في حالات خاصة وبمشورة الطبيب. يمكن في عمر 4 سنوات تعليم الطفل مص أقراص استحلاب للكحة بشرط إشراف الكبار ومنع بلعها لتجنب الاختناق (وليس أكثر من واحدة كل فترة) كما يمكن إعطاء عسل الحنطة السوداء قبل النوم لتخفيف السعال الليلي كما ذكرنا. في حال كانت الكحة ناتجة عن حساسية يمكن أن يصف الطبيب شراب مضاد هيستامين مناسب للأطفال في هذا العمر (مثل كلورفينرامين) لتخفيف الأعراض. بشكل عام، تظل الإجراءات غير الدوائية هي الأساس: الترطيب، السوائل، الراحة، وتنظيف الأنف.
الأطفال من 6 إلى 12 سنة: ابتداءً من عمر 6 سنوات يمكن استخدام بعض أدوية الكحة المتاحة بدون وصفة بحذر شديد في حال كانت الكحة شديدة وتسبب انزعاجًا كبيرًا للطفل، ولكن ينبغي التقيد التام بتعليمات الجرعة العمرية واستشارة الطبيب أو الصيدلي إن أمكن. بعض المستحضرات التي قد تستخدم:
شرابات تحتوي دكستروميثورفان بجرعات مخففة للأطفال فوق 6 سنوات (مثبط للسعال جاف مزعج ليلاً).
شرابات تحتوي غوايفينيسين كطارد بلغم للأطفال (توجد مركبات مخصصة للأطفال بجرعات صغيرة).
شرابات عشبية مثل مستخلص اللبلاب أو الزعتر للأطفال (تُسوّق على أنها طبيعية للسعال وقد تفيد بشكل معتدل في الكحة الرطبة).
مع ذلك، تنصح جهات صحية عديدة بالاستمرار في تجنب أدوية الكحة ما أمكن حتى سن 12 لأن فائدتها محدودة مقارنة بالآثار المحتملة. إذا تم استخدامها فلا تعطى أبدًا أكثر من دواء واحد من نفس النوع في آن معًا (لتجنب الجرعات المزدوجة الخطيرة)، ولا تُكرر الجرعة قبل مدة الساعات الموصى بها. ويُمنع إعطاء أي دواء مركب للبرد يحتوي مضاد احتقان أو مضاد هيستامين بالتزامن مع دواء كحة آخر إلا بإذن الطبيب.
المراهقون 12 سنة فما فوق: يمكن التعامل مع الكحة لديهم بطريقة مشابهة للبالغين من حيث الخيارات الدوائية، مع الاستمرار في الحذر بشأن بعض المواد. مثلًا: شرابات الدكستروميثورفان، والغوايفينيسين، والمقشعات يمكن استخدامها وفق الجرعات المكتوبة لعمر 12 سنة أو أكبر. لكن تجنب استخدام مشتقات الأفيون (كوديين) حتى في سن المراهقة الصغيرة، حيث توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعدم إعطاء أدوية الكحة المحتوية على كوديين أو هيدروكودون لمن هم أقل من 18 عامًا تمامًا بسبب مخاطرها على التنفس واحتمال الإدمان. أيضًا ينبغي التأكد أن المراهق لا يتناول الدواء من تلقاء نفسه بجرعات زائدة بغرض التجربة، فبعض أدوية الكحة قد يُساء استخدامها (مثلاً إساءة استخدام الدكستروميثورفان بجرعات عالية خطير جدًا).
خلاصة مهمة: البحوث الطبية تشير إلى أن شرابات الكحة التقليدية لا تفيد الأطفال كثيرًا وربما لا تتجاوز فعاليتها تأثير placebo (العلاج الوهمي). لذلك تركز التوصيات الحديثة على العلاج المنزلي والدعم: الترطيب، شفط الأنف، السوائل الدافئة، والعسل (فوق السنة)، والحصول على الراحة الكافية. وفي حال كانت الكحة ناجمة عن حالة معينة (كالحساسية أو الربو أو الارتجاع)، يجب معالجة تلك الحالة وفق إرشادات الطبيب لتحسين أعراض السعال.
يجب استشارة الطبيب إذا كانت الكحة شديدة جدًا أو مصحوبة بصعوبة في التنفس لدى الطفل، أو في حال كان عمر الطفل بضعة أشهر والكحة مستمرة، أو إذا شكت الأم أن هناك شيئًا غير طبيعي (مثل السعال الديكي أو دخول جسم غريب). وفي القسم التالي سنوضح بشكل عام متى تجب زيارة الطبيب بسبب الكحة سواء للكبار أو الأطفال.
متى يجب زيارة الطبيب؟
معظم حالات الكحة الناتجة عن نزلات البرد خفيفة وتتحسن خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع. ولكن أحيانًا قد تكون الكحة عرضًا لمشكلة أكثر خطورة تتطلب تقييم الطبيب. فيما يلي الحالات التي ينصح فيها بمراجعة الطبيب أو طلب الرعاية الطبية العاجلة:
➔ راجع طبيبك في الحالات التالية (للكبار أو الأطفال):
استمرار الكحة لأكثر من 3-4 أسابيع دون تحسن يُذكر. الكحة المزمنة (أكثر من 8 أسابيع عند البالغين، 4 أسابيع عند الأطفال) تستوجب التقييم الطبي للبحث عن الأسباب المحتملة.
وجود بلغم سميك أخضر أو أصفر يخرج مع السعال، خاصة إذا استمر لعدة أيام. قد يشير ذلك إلى التهاب بكتيري في القصبات أو الجيوب الأنفية يستدعي علاجًا.
ارتفاع حرارة (حمّى) مع الكحة، خصوصًا لو كانت الحرارة مرتفعة (فوق 38°م) لأكثر من 3 أيام أو لا تستجيب لخافضات الحرارة. الحمى قد تدل على التهاب رئوي أو التهاب جيوب حاد يحتاج لمضاد حيوي.
الشعور بـضيق في التنفس أو صفير وأزيز مع السعال. هذا قد يدل على حدوث ربو أو التهاب رئوي أو انسداد في مجرى التنفس.
حدوث إغماء (فقدان وعي) عند نوبات السعال. الكحة الشديدة جدًا قد تسبب إغماءً عابرًا بسبب تغير ضغط الصدر، وهذا علامة على شدة الكحة.
تورم في الكاحلين أو القدمين أو خسارة وزن ملحوظة مع كحة مزمنة. تورم الكاحل قد يعني قصور قلب احتقاني، ونقص الوزن قد يشير إلى مرض مزمن كالسّل أو الأورام. هذه علامات تحتاج لتقييم شامل.
➔ اطلب الرعاية الطبية الفورية (الطوارئ) إذا ظهرت أي من التالي:
صعوبة شديدة في التنفس أو إحساس بالاختناق مع الكحة. إذا كان الشخص (أو الطفل) يكافح لالتقاط أنفاسه أو لا يستطيع الكلام بسبب السعال وضيق النفس، فيجب طلب الإسعاف فورًا.
ألم صدر شديد أو مستمر عند السعال، خاصة إذا كان الألم يشبه الضغط أو مصحوبًا بضيق نفس وتعرق (قد يدل على مشكلة في القلب أو جلطة رئوية).
سعال مصحوب بدم أو مخاط ممزوج بدم ذو لون وردي أو أحمر. خروج الدم مع الكحة علامة إنذار مهمة، قد تنتج عن التهاب رئوي حاد أو انسداد رئوي أو سل أو أورام، وتستلزم تقييمًا عاجلًا.
في حالة الأطفال: إذا ابتلع الطفل جسمًا غريبًا ثم بدأ يكح بشدة ويتطور إلى صعوبة تنفس أو ازرقاق، هذه حالة طارئة تستدعي طلب الإسعاف فورًا. أيضًا سعال نباحي حاد مع صعوبة تنفس في طفل صغير قد يكون خناق حاد يحتاج لعلاج طارئ في المستشفى.
دائمًا اتبع حدسك كأب أو كمريض: إن شعرت بأن الكحة غير اعتيادية أو تصاحبها أعراض مقلقة، فلا تتردد في استشارة مقدم الرعاية الصحية. الطبيب سيقوم بالاستماع إلى الصدر وفحص المريض، وقد يطلب أشعة سينية للصدر أو فحوصًا أخرى إذا لزم الأمر، للتأكد من التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب (مثل المضادات الحيوية في حالات الالتهاب البكتيري، أو بخاخات الربو، أو غيرها بحسب السبب).
الأسئلة الشائعة حول علاج الكحة (FAQ)
فيما يلي مجموعة من أكثر الأسئلة شيوعًا التي يطرحها الناس حول الكحة وعلاجها، مع إجابات مختصرة وواضحة مبنية على المصادر الطبية:
ما هو أفضل دواء للكحة بشكل عام؟
لا يوجد دواء سحري واحد يعتبر الأفضل لكل حالات الكحة، فذلك يعتمد على سبب الكحة ونوعها. إن كانت الكحة جافة وناجمة عن التهاب بسيط قد يكون مثبط السعال مثل دكستروميثورفان كافيًا لتخفيفها. أما إذا كانت الكحة مع بلغم فالأفضل دواء يساعد على طرد البلغم مثل غوايفينيسين وتجنب كبت السعال. بشكل عام، أدوية الكحة المتوفرة بدون وصفة تخفف الأعراض فقط ولا تعالج السبب الأساسي، وقد أشارت الدراسات إلى أن فعاليتها محدودة في كثير من الحالات. لذلك أفضل دواء للكحة هو ما يتناسب مع حالتك الفردية: مثبطات السعال للكحة الناشفة المزعجة، وطاردات البلغم للكحة الرطبة، مع معالجة أي سبب مرضي مساهم. استشر طبيبك أو الصيدلي لاختيار ما يناسبك ولا تتناول عدة مستحضرات معًا عشوائيًا.
هل أحتاج إلى مضاد حيوي لعلاج الكحة؟
معظم حالات الكحة الشائعة خاصة المصاحبة لنزلات البرد والإنفلونزا هي فيروسية، وبالتالي لا تحتاج لمضاد حيوي لأن المضادات الحيوية تقتل البكتيريا فقط ولا تؤثر على الفيروسات. إعطاء مضاد حيوي دون داعٍ لن يفيد وقد يسبب آثارًا جانبية ويزيد من مقاومة البكتيريا مستقبلًا. يُوصف المضاد الحيوي فقط إذا شخّص الطبيب عدوى بكتيرية مثل التهاب رئوي بكتيري أو السعال الديكي أو التهاب جيوب بكتيري مصاحب للكحة. على سبيل المثال، السعال الديكي (الشاهوق) يتطلب مضادًا حيويًا (مثل الإريثروميسين) لعلاج البكتيريا المسببة. كذلك الكحة مع بلغم أخضر مستمر وحمى عالية قد تدل على التهاب بكتيري في القصبات أو الرئة يحتاج مضادًا حيويًا بعد تقييم الطبيب. خلاصة القول: لا تأخذ مضادًا حيويًا للكحة من تلقاء نفسك؛ اترك هذا القرار للطبيب بعد الكشف وتحديد سبب السعال.
ما هو أفضل علاج للكحة للأطفال من الصيدلية؟
في الحقيقة، بالنسبة لـعلاج الكحة عند الأطفال، فإن النهج المحافظ (بدون أدوية إلا للضرورة) هو الأفضل في معظم الحالات كما فصلنا أعلاه. لا يوجد شراب كحة سحري للأطفال يزيل الكحة تمامًا. أفضل علاج للكحة للأطفال هو توفير الراحة والرعاية لهم: الترطيب الجيد للهواء، الإكثار من السوائل الدافئة، استعمال العسل لتخفيف الكحة (إذا كان عمر الطفل فوق سنة)، وتنظيف أنف الطفل من المخاط. أما الأدوية من الصيدلية، فيمكن استخدام بعض شرابات الكحة المخصصة للأطفال الأكبر سنًا (فوق 6 سنوات) إذا كانت الكحة شديدة جدًا، على أن تكون بجرعات مناسبة لعمر الطفل. على سبيل المثال: شراب يحوي دكستروميثورفان بجرعة مخفضة للسعال الجاف الليلي لدى طفل عمره 7 سنوات، أو شراب يحوي غوايفينيسين لطفل عمره 10 سنوات مع كحة ببلغم. لكن حتى هذه، يجب استخدامها بحذر وفقط عند الحاجة الشديدة وبعد استشارة الطبيب أو الصيدلي. تجنب تمامًا إعطاء أدوية مركبة للبرد والسعال للأطفال الصغار، وتجنب إعطاء أكثر من مستحضر في نفس الوقت. وتذكّر أن العلاجات المنزلية أبسط وأكثر أمانًا للأطفال في معظم الأحوال، وأن الكحة ستتحسن مع الوقت عندما يأخذ الفيروس مداه.
كيف يمكن تخفيف الكحة في المنزل بطرق طبيعية؟
هناك العديد من العلاجات المنزلية والنصائح البسيطة التي يمكن أن تساعد على تخفيف حدة السعال وتحسين شعور المريض سواء كان طفلًا أو بالغًا:
السوائل الدافئة والعسل: شرب المشروبات الدافئة مثل الليمون مع العسل، أو شاي الأعشاب (البابونج، الزنجبيل) أو حتى الماء الدافئ مع القليل من الملح يمكن أن يهدئ الحلق. العسل خصوصًا مفيد للكحة الليلية، وقد ثبتت فعاليته في دراسات على الأطفال. جرّب تناول ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم. (لكن لا تعطِ العسل للرضع تحت السنة).
ترطيب الهواء: استخدم جهاز مرطب أو مبخر لضخ رطوبة في هواء الغرفة. أو قم بأخذ حمام ساخن واجلس في الحمام المشبع بالبخار لدقائق. الهواء الرطب يقلل جفاف وتهيّج المجرى التنفسي ويخفف الكحة، خاصة الجافة.
الغرغرة بالماء المالح: إذا كانت الكحة ناجمة جزئيًا عن التهاب الحلق، فإن الغرغرة بماء دافئ وملح قد تساعد في تخفيف الالتهاب وقتل بعض الميكروبات في الحلق، وبالتالي تهدئة السعال. (هذه الطريقة مناسبة للبالغين والأطفال الكبار القادرين على الغرغرة).
رفع الرأس أثناء النوم: بالنسبة للكبار، ينصح برفع الوسادة بحيث يكون الرأس والصدر بمستوى أعلى قليلًا من باقي الجسم عند النوم. هذا يقلل من التنقيط الأنفي الخلفي ومن ارتجاع الحمض ليلاً، وهما سببان شائعان للكحة الليلية. أما الرضيع فيمكن رفع رأس سريره بشكل آمن بوضع دعامة تحت الفراش (وليس وضع وسادة للرضيع مباشرة لتجنب خطر الاختناق).
تجنب المهيجات: ابتعد عن دخان السجائر والأتربة والعطور القوية وأي مادة في الجو تثير سعالك. إن كنت مدخنًا وتعاني من كحة مزمنة، فالإقلاع عن التدخين من أفضل ما يمكنك فعله لصحتك وسيخفف الكحة تدريجيًا مع مرور الوقت.
الحلوى الصلبة (للبالغين): مص حلوى صلبة بنكهة المنثول أو النعناع يمكن أن يرطب الحلق ويخفف السعال بشكل مؤقت (ولكن لا يُعطى للأطفال الصغار كما أسلفنا خوفًا من الشرقة).
هذه الطرق مجربة وآمنة نسبيًا ويمكن استخدامها إلى جانب العلاج الدوائي أو بدونه حسب شدة الحالة. كثير من حالات الكحة الخفيفة تخف بالطرق الطبيعية دون حاجة لأدوية.
كم من الوقت تستمر الكحة عادةً ومتى تُعتبر مزمنة؟
تعتمد مدة استمرار الكحة على السبب. الكحة الحادة التي تصاحب نزلات البرد أو الالتهابات التنفسية الفيروسية غالبًا ما تستمر حوالي أسبوع إلى ثلاثة أسابيع ثم تختفي تدريجيًا. أحيانًا قد تستمر الكحة لبضعة أسابيع بعد الزكام فيما يُعرف بالسعال التالي للعدوى (subacute cough)، وقد تمتد إلى 4 أو 8 أسابيع في بعض الحالات. إذا تجاوزت الكحة 8 أسابيع عند البالغين (أو 4 أسابيع عند الأطفال) فإنها تُصنّف كـكحة مزمنة. في هذه الحالة ينبغي البحث عن أسباب مزمنة محتملة كما ذكرنا (مثل الربو، الحساسية المزمنة، ارتجاع المريء، التهاب مزمن في الجيوب، التدخين، وغيره). أما الكحة المزمنة فقد تستمر لأشهر وربما سنوات إن لم تتم معالجة السبب الأساسي. على سبيل المثال، المدخن المصاب بالتهاب قصبات مزمن قد يعاني من سعال يومي على مدى طويل، والمصاب بالربو غير المسيطر عليه قد يسعل بشكل متكرر مالم يبدأ علاج الربو. بشكل عام:
الكحة الناتجة عن نزلة برد بسيطة: تزول خلال 1-3 أسابيع عادة.
الكحة الناتجة عن التهاب رئوي: قد تستمر 4-6 أسابيع حتى بعد العلاج بالمضاد الحيوي لحين شفاء التهاب الرئة كاملًا.
الكحة التحسسية أو الربوية: تستمر طالما المهيج موجود، وتخف بزواله أو بعلاج الربو والتحسس.
إن استمرت الكحة أكثر من 2-3 أسابيع دون تحسن، من الأفضل زيارة الطبيب كما أسلفنا للاطمئنان.
هل من الأفضل ترك الكحة تأخذ مجراها الطبيعي أم قمعها بالأدوية؟
الكحة reflex طبيعي مهم لحماية مجرى التنفس، لذا لا يجب منع الكحة بشكل مطلق في كل الحالات. القاعدة العامة:
إذا كانت الكحة منتجة لبلغم: من الأفضل عدم كبحها تمامًا. السعال هنا يساعد على تنظيف الرئتين. يمكن مساعدته بأدوية طاردة للبلغم، لكن تجنب مثبطات السعال القوية إلا عند الضرورة (مثلاً في الليل للنوم).
إذا كانت الكحة جافة ومتعبة: لا بأس من تهدئتها بالأدوية المثبطة خاصة إن كانت تؤثر على النوم أو النشاط اليومي. هنا لا يوجد مخاط يحتاج للخروج بل السعال نفسه أصبح مشكلة، فيمكننا إيقافه مؤقتًا بمهدئات السعال.
بشكل عام إن كانت الكحة خفيفة ولا تزعج كثيرًا، يمكنك تركها دون أدوية قوية والاكتفاء بالعلاجات المنزلية. أما إن كانت شديدة فالعلاج مطلوب لتجنب مضاعفاتها (مثل الإرهاق أو حتى تمزق عضلي من شدة الكحة أحيانًا).
الخلاصة: دع الكحة تقوم بوظيفتها التنظيفية عندما تكون مفيدة (مع البلغم)، وعالجها عندما تصبح مؤذية أو لا داعي لها (كحة جافة مستمرة). وفي كل الأحوال، عالج سبب الكحة قدر الإمكان بدلًا من الاكتفاء بتسكينها.
وفي الختام، تذكّر أن الكحة عرض شائع جدًا وقد لا تشير لمرض خطير في معظم الأحيان، لكنها تستدعي الاهتمام إذا طالت مدتها أو صاحبتها علامات مقلقة. اتباع الإرشادات أعلاه سيساعدك على التعامل مع السعال بطريقة صحيحة وآمنة. لا تتردد في الحصول على استشارة طبية عند الشك. نتمنى لكم موفور الصحة والعافية.










المراجع الطبية:
- Mayo Clinic - Cough: Causes and treatments
- WebMD - Coughs Overview
- NHS - Cough (Causes, Symptoms & Treatment)
- UpToDate - Clinical guidance on cough
- CDC - Pertussis (Whooping Cough) Signs & Symptoms
- FDA - Codeine Warnings in Children
- American Academy of Pediatrics - Use of Cough Medicine in Children
- NCBI - Evaluation of Chronic Cough
- NCBI - Management of Acute Cough in Adults
اترك تعليق